برعاية رئيس جامعة المثنى، الأستاذ الدكتور حسين كامل الشاهر، عقدت كلية التربية للعلوم الإنسانية في الجامعة المؤتمر التأسيسي الأول الخاص بثورة العشرين، والموسوم بـ “ثورة العشرين: الذاكرة الوطنية ومواقف العشائر العراقية” ، بمناسبة ذكراها الخامسة بعد المئة ، وجاء المؤتمر بتنظيم قسم التاريخ في الكلية، وحضره محافظ المثنى، مهند العتابي، وجمع غفير من وجهاء وشيوخ عشائر المحافظة.
افتُتح المؤتمر بكلمة لرئيس جامعة المثنى، الأستاذ الدكتور حسين كامل الشاهر، رحّب فيها بالحضور : “إن ثورة العشرين ثورة الأحرار والشرفاء، ثورة العشائر التي سطر بها أبناء محافظة المثنى أروع صور البطولة والوحدة والتضحية بوجه الاستعمار ، ومن عشيرة الظوالم في قضاء الرميثة انطلقت الشرارة الأولى للثورة ، لتتلوها بقية عشائر المثنى، ومنها انتشرت في أنحاء البلاد لتضع أولى لمسات بناء الدولة العراقية الحديثة”. وأوضح الشاهر أن “الدور الذي اضطلعت به عشائر محافظة المثنى في تلك المرحلة التاريخية لم يكن دوراً عابراً، بل هو شهادة خالدة في عمق الانتماء وصدق الولاء لهذا الوطن، وإن استذكار ثورة العشرين يعد واجبا وطنيا لأنها مفتاح لفهم مسيرة الهوية الوطنية العراقية”.
من جانبه، ثمن محافظ المثنى، مهند العتابي، دور جامعة المثنى على إقامة مثل هذه المؤتمرات التي تضمن استذكار المواقف، مضيفاً: “عندما نتكلم عن ثورة العشرين، فإننا نتكلم عن حياة رسمها لنا الثوار الأوائل الذين قادوا الثورة، التي كتبت أروع صور التاريخ العراقي برجالها وشيوخها، أمثال شعلان أبو الجون ومن معه من شيوخ العشائر الذين ضربوا مثالاً في الإيثار والتفاني والجهاد، وبقيت في عمق التاريخ وما زالت تلهج الأجيال به”.
وقال عميد كلية التربية للعلوم الإنسانية، الأستاذ الدكتور باسم خيري خضير الحساني، رئيس المؤتمر في كلمته: “إنه لمن دواعي الفخر والسرور أن نلتقي اليوم على أرض جامعة المثنى وفي رحاب المؤتمر التأسيسي الأول، هذا المؤتمر الذي يُعدّ أحد أهم المحطات التاريخية في مسيرة العراق الحديث، ألا وهي ثورة العشرين ، وإن هذه الثورة لم تكن حدثاً عابراً، بل كانت انطلاقة حقيقية لتشكيل الوعي وتجسيداً حياً لوحدة العراقيين”.
وقدم قسم الإعلام والاتصال الحكومي في رئاسة الجامعة فيلما وثائقيا تحدث عن بعض من تاريخ الثورة، ورؤية الجامعة لها من الجانب الأكاديمي والعلمي.
وشهد المؤتمر انعقاد الجلسة العلمية، التي أدارها الأستاذ الدكتور سلام الأعاجيبي، وشارك فيها الباحث القدير الأستاذ الدكتور أحمد حمدان التميمي ببحث علمي بعنوان “العشائر العراقية ودورها الوطني – نماذج من التاريخ العراقي – ثورة العشرين أنموذجاً”، وتطرق فيه إلى دور عشائر بني حجيم، موضحاً مكامن القوة وعمق الانتماء لأرض العراق. فيما شارك الأستاذ الدكتور متعب خلف الريشاوي ببحث عن ثورة العشرين بعنوان “الدروس المستوحاة من ثورة العشرين”، تطرق فيه إلى أبعاد الثورة وأثرها العميق في الهوية الوطنية العراقية، وأهميتها بالنسبة للتاريخ الوطني العراقي.